الأحد، 3 يوليو 2011

تربية النعام


يعتبر النعام أضخم طائر عشبي معاصر على وجه الكرة الأرضية ، ويضع أكبر أنواع البيض حجماً ، وموطنه الأصلي صحارى أفريقيا وجزيرة العرب ، وسماه العرب قديماً " الطائر الجمل " وهو طائر صحراوي تأقلم مع العيش تحت ظروف الصحراء القاسية ، لذلك فهو يربى في المناطق التي لا تصلح لتربية الحيوانات المجترة كالأبقار والأغنام . وفي الآونة الأخيرة ازداد الاهتمام بتربية النعام وتحسين كفاءة إنتاجه ، على أمل أن يكون مصدراً هاماً من مصادر اللحوم الحمراء الجيدة ، ويستخدم جلده في الصناعات الجلدية الفاخرة ، كما أن لريشه استخدامات عديدة ، ويدخل الآن في صناعة أدق الأجهزة الإلكترونية الحساسة لتمتعه بخاصية الكهرباء الساكنة . وقد اهتمت الأوساط الطبية حديثاً بمدى استغلال قرنية عين النعام لترقيع قرنية عين الإنسان للتشابه الكبير بينهما .
ويوجد في الوقت الحاضر حوالي 1.75 مليون طائر من النعام في العديد من دول العالم ، وهنا يجب التنويه إلى أن دولة جنوب أفريقيا تصدر ما يعادل 98 % من منتجات النعام على مستوى العالم وهي الدولة التي لا يمكن منافستها حالياً في مجال تربية النعام وإكثاره .

سلطت دراسة عربية الأضواء على الجدوى الاقتصادية والإنتاجية الكبيرة لإقامة مزارع طيور النعام. فالنشاط الاستثماري في تربية النعام من شأنه أن يحقق عوائد تفوق بمراحل تلك التي يحققها الاستثمار في صناعة الثروة الحيوانية والداجنة الأخرى.

وحسب الدراسة التي أعدها الدكتور أيمن صبري؛ فإنّ الاستثمار في تربية النعام يمكن أن يتحقق من خلال المشروعات الكبيرة والصغيرة على السواء، وبربح صاف لمشروع صغير يصل إلى ثمانين في المائة من حجم رأس المال المستثمر.

وتقول الدراسة إنّ المستثمر الصغير بوسعه إقامة مشروعه على مساحة لا تتعدى فداناً واحداً لتربية عائلة من النعام تتكون من ذكر وأنثيين، ويحتفظ بذريتها لتسويقها على عمر سنة تقريباً. ويكفي من التجهيزات سياج من فروع الشجر أو البوص، ومأوى يحمي من أشعة الظهيرة وبرد الشتاء، ولا يشترط أن يكون مبنى مغلقاً، بل يكفي أن يكون حائطًا يقي من الرياح مع مظلة من أي خامة رخيصة.

ويشير الدكتور صبري في دراسته إلى أنّ كثيراً من مربِّي الأبقار في أوروبا وأميركا يتجهون إلى تربية النعام، لسرعة العائد المالي له عند مقارنتها بالأنواع الأخرى. خاصة وأنّ النعامة البالغة تنتج ما لا يقل عن أربعين كتكوتًا سنويًّا، تصل لوزن التسويق بعد 407 أيام فقط، وهذا يعطي 1800 كجم من اللحم، علاوة على 50 مترًا مربعًا من الجلد، و36 كجم من الريش، وفق البيانات التي أوردتها الدراسة.

ويباع طائر النعام في السوق المصرية بسعر ألف وخمسمائة جنيه، ما يعادل ثلاثمائة دولار أميركي، بينما يباع الكيلو الواحد من ريش النعام بمائة جنيه، ما يعادل عشرين دولاراً أميركياً.

وكانت أول مزرعة لتربية النعام قد تأسست في جنوب أفريقيا عام 1865، ثم بدأت تنتشر مزارع النعام خارج جنوب أفريقيا، خاصة في مصر وأستراليا ونيوزلندا والولايات المتحدة، وكان المحصول المرجو من التربية هو الريش فقط.

وقد بلغ عدد النعام المربى تجارياً أكثر من مليون طائر عام 1913، لكن تجارة ريش النعام انهارت مع الحرب العالمية الأولى، وأثرت على صناعة النعام ككل. وعادت هذه الصناعة للانتعاش بعد الحرب العالمية الثانية، وبدأ على إثر ذلك استخدام لحم النعام، بينما تطورت في أوائل الخمسينيات تجارة جلد النعام.

وأصبح للحم النعام أهمية متزايدة في السنوات العشر الأخيرة، ويبلغ حاليا عدد النعام المذبوح سنوياً ثلاثمائة ألف طائر كل عام.

ومنذ عام 1980 طورت الدولة العبرية مشروعات مزارع النعام لديها، لتصبح بالتالي ثاني أكبر منتج للحم النعام بعد جنوب أفريقيا، وتقوم حاليا دول في الشرق الأقصى وأميركا الجنوبية ونيوزيلندا بدراسات استكشافية لإقامة مزارع نعام لديها. وقامت في السنوات القليلة الماضية مزارع للنعام في مصر والسعودية والإمارات ، ولكنها لم تصل بعدُ إلى السوق